النبات وأهميته

النَّـبــات

Plants

ينمو في جميع بقاع العالم تقريبًا. ونرى النباتات غالبًا كل يوم في صورة أزهار وأعشاب وأشجار. وتنمو النباتات كذلك على قمم الجبال، وفي المحيطات، وفي العديد من الصحاري، والمناطق القطبية.
لا يمكن أن توجد في الأرض حياة بدون النباتات، فكما لا يستطيع الناس الحياة بدون الهواء أو الطعام، فإنهم لا يستطيعون الحياة كذلك بدون النباتات؛ فالأكسجين الذي نتنفسه ينتج عن النباتات، ونحصل على الطعام الذي نقتاته من النباتات أو الحيوانات التي تتغذّى بدورها بالنباتات، ونبني المساكن، ونصنع العديد من المنتجات النّافعة، من الأخشاب، وتُصنع غالبية ملابسنا من ألياف القطن، وهي أيضًا نباتات.
يوجد ما يزيد على 350,000 نوعٍ من النباتات، حسب تقدير العلماء، غير أن الأمر لا يُعرف على وجه الدقة. ويمكن بصعوبة مشاهدة بعض النباتات الصغيرة جدًا التي تنمو على أرض الغابة، بينما تعلو نباتات أخرى شاهقةً فوق الناس والحيوانات. وتُعدُّ أشجار السكويا العملاقة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية أكبر الكائنات الحية على وجه الأرض؛ حيث يزيد ارتفاع بعضها عن 88م، ويقدر قطرها بأكثر من تسعة أمتار والنباتات أقدم الكائنات الحية عمرًا. فقد بدأ نمو إحدى أشجار الصّنوبر ذات المخاريط الهلابية في كاليفورنيا منذ 4,000 إلى 5,000 سنة.

يقسم العديد من العلماء جميع الكائنات الحيةّ إلى خمس مجموعات رئيسية تسمى ممالك. وهذه الممالك هي: 1-النباتات، 2-الحيوانات، 3-الفطريات، 4- الطلائعيات (الفرطيسيات)، 5-بدائيات النواة (المونيرا). يضم العلماء الكائنات الحية في مملكة محددة لأنها تشترك في خصائص أساسية معينة، ومن هذه الخصائص التركيب الطبيعي، ووسائل الحصول على الغذاء، وطرق التكاثُر.
تتصف النباتات بمجموعة من الخصائص تميزّهُا عن الكائنات الحية الأخرى. فعلى سبيل المثال: كلٌّ من النباتات والحيوانات كائنات حيّة معقدة، تتركب من خلايا متعددة الأنواع. ومع ذلك فخلايا النبات ذات جدُر سميكة تتركب من مادة تسمى السليلوز، بينما تفتقر خلايا الحيوان إلى هذه المادة. وكما هو الحال في النباتات فإن خلايا أوليات النواة، وبعض الطلائعيات تحتوي على جدر سليلوزية وإن كانت أوليات النواة والطلائعيات كائنات حية بسيطة، تتركب من خلية واحدة، أو من بضعة أنواع من الخلايا. وتُعدُّ البكتيريا، والطحالب الخضراء المائلة إلى الزرقة من بدائيات النواة، بينما تشتمل الطلائعيات على بقية الطحالب، والدياتومات، والأوليات.


تنمو جميع النباتات من شكل صغير جدًا للنبات يعرف بالجنين بينما لا تنمو أوليات النواة، والطلائعيات، والفطريات مثل الأعفان وعيش الغراب من الأجنة. تحصل النّباتات على غذائها بطرق تختلف عن تلك التي تستخدمها معظم الكائنات الحية الأخرى. وتمكث جميع النباتات تقريبًا في مكان واحد طوال حياتها، وتحصل على غذائها من الهواء، وضوء الشمس، والماء بوساطة عملية تسمى التركيب الضوئي. وبعض النباتات مثل الهالوك والحامول ليست خضراء اللون، ولا تنتج غذاءها بوساطة التركيب الضوئي، بل تعيش متطفلة وتحصل على غذائها من نباتات أخرى. وبعض النباتات الأخرى مثل نبات الغليون الهندي والأركيد ذي الجذر المرجاني رمية وتتغذى بنبات ميت، أو مادة حيوانية. ولا تستطيع الفطريات إنتاج غذائها، وتحصل على ما تحتاجه من مواد غذائية من الحيوانات، والنباتات والمواد المتحللة التي تعيش عليها. كذلك لا تستطيع الحيوانات إنتاج غذائها، لكن تستطيع غالبية الحيوانات الحركة بحثًا عنه.
تقدم هذه المقالة معلومات عامة عن مملكة النباتات، وتوضح مدى أهمية النباتات للإنسان، وتصف المجموعات الرئيسية من النباتات، وأين توجد، وكيف تعيش. وتتضمن جدولا تصنيفيًا للمملكة النباتية. المقالات ذات الصلة في نهاية هذه المقالة حيث توجد قائمة بالمقالات عن العديد من أنواع النباتات.

أهمية النباتات
تمدّ النباتات الناس بالطعام، والكساء، والمأوى، كما يتم تصنيع أكثر الأدوية فائدة من النباتات، هذا بالإضافة إلى ما تُضْفيه النباتات على حياتنا من جمال وبهجة. ويستمتع معظم الناس برائحة الأزهار، ومنظر تموج الأوراق الخضراء في الحقل، والهدوء الذي يكتنف الغابة.
وليست جميع النباتات ذات فائدة للناس، حيث تنمو بعض الأنواع كالحشائش في الحقول والحدائق فتضر النباتات النافعة. وتسبب حبوب لقاح نباتات معينة مشكلات صحية كالربو، وحمى القش. وبعض النباتات سامة إذا ما أُكلَت، ويؤدي بعضها الآخر مثل نبات القراص، واللبلاب السام إلى التهاب الجلد.
الغذاء
غالبًا ما تعد النباتات أكثر مصادر الغذاء أهميةً للإنسان. وأحيانًا نأكل النباتات ذاتها، كما هو الحال عندما نأكل تفاحًا، أو بازلاء، أو بطاطس. وكذلك الحال عندما نأكل لحمًا، أو نشرب لبنًا فنحن نستخدم طعاماً مصدره حيوان يتغذى بالنباتات.
يحصل الناس على الطعام من عديد من أنواع النباتات. وتعتبر حبوب بعض النباتات مثل: الذرة، والأرز، والقمح المصدر الرئيسي للطعام في أغلب بقاع العالم حيث نأكل الخبز، وغيره من المنتجات العديدة الأخرى التي تصنع من هذه الحبوب، كما أن مصدر غالبية اللحوم التي نستخدمها حيوانات تتغذى بهذه الحبوب. وعندما نأكل البنْجر، أو الجزر أو البطاطا الحلوة فنحن نتغذى بجذور النباتات، كما نتغذى بأوراق نباتات الكرنب، والخس، والسبانخ، وسيقان نباتات الهليون، والكرفس، والبراعم الزهرية لنباتات البركولي، والقنبيط. كما تمدنا ثمار العديد من النباتات بالغذاء، مثل التفاح، والموز، والعنب، والبرتقال كذلك بعض ثمار الجوز (البندقة)، والخضراوات. كما أن البن والشاي والمشروبات الخفيفة تكسب نكهتها من النباتات.
الأدوية
تعتبر النباتات مصدرًا للعديد من العقاقير النافعة، التي استخدم بعضها في الطب لمئات السنين. فعلى سبيل المثال، ومنذ أكثر من 400 سنة، استخدمت بعض القبائل الهندية في أمريكا الجنوبية قلف أشجار الكينا لتخفيف الحُمى. وما زال القلف يستخدم في صناعة الكينين، وهو عقار يستخدم في علاج الملاريا وأمراض أخرى. وثمة عقار آخر يسمى القمعية يستخدم في علاج أمراض القلب يستخرج من الأوراق المجففة لنبات قفاز الثعلب البنفسجي. وتستخدم جذور نبات اليام المكسيكي في إنتاج الكورتيزون وهو عقَّار يفيد في علاج التهاب المفاصل وعدد من الأمراض الأخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق